فضلا عن تنمية المعارف، فإنّ الجامعة مسؤولة عن الاضطلاع بدور رئيسي في التنمية الاقتصادية وإمكانية توظيف الطلبة الذين كوّنتهم، ولا سيما طلبة الدكتوراه الذين يشاركون في إنشاء النتائج العلمية للجامعة، والتي يمكن أن تكون مصادر للإبداع والعمل. غير أنّ العديد من الجامعات في المغرب العربي تفتقر إلى البنية التحتية المخصّصة للابتكار ونقل التكنولوجيات، أو حيثما وجدت، الحاجة إلى تدعيم مركزها في النظام الإيكولوجي للابتكار، تطرح مشكلة فنية في سياق السباق العالمي للابتكار والأداء الجامعي. لا سيما وأنّ احتياجات الشركات في مجال دعم الابتكار قد تطوّرت.
يقترح مشروع ساتليت حلولا على الصعيد المحلي (تعزيز القدرات وتبادل الممارسات الجيدة) وعلى الصعيد الوطني (تحديث البرامج الوطنية) وعلى الصعيد الإقليمي (استقطاب التعليم إلى الابتكار في البحر الأبيض المتوسط).
تتمثل مهمة ساتليت في تعزيز مكانة الجامعات في المغرب العربي في نظامها الإيكولوجي للابتكار من خلال تعزيز القدرات، والشراكات المشتركة بين القطاعات، وريادة الأعمال.
ومن المتوقع أن يكون تأثير تعزيز القدرات، من خلال النهوض بالمعارف والتقنيات، في المقام الأول على الجامعات، حول تحسين المكاتب الأكاديمية المخصّصة للابتكار ونقل التكنولوجيا وإضفاء الطابع المهني عليها، والتي بدورها ستقدّم مستوى أعلى من الخدمات للأساتذة والباحثين وطلاب الدكتوراه. وهذا التحسين سيؤدي إلى موضعة الجامعات في النظام الإيكولوجي لسلسلة الابتكار أوتعزيز دورها في البيئة المحلية، وسيكون له تأثيرعلى زيادة إمكانية حصول طلاب الدكتوراة على منصب عمل، وذلك عن طريق إنشاء مشاريع وشركات. تطبيق مناهج ابتكارية تكنولوجية وحلول عملية مكيّفة حسب الظروف المحلية تعتبر أيضا آثارمحلية .
ستقوم وزارات التعليم العالي، على المستوى المحلّي بتنظيم أيام تحالف ولقاءات بين الجامعات والشركات وطلاب الدكتوراه. وسيكون لها تأثير على هؤلاء الطلاب، بالإضافة إلى مشاركة أطراف اجتماعية فاعلة مثل الوكالات الوطنية للعمالة من البلدان الثلاثة. يمكن مضاعفة الأيام في الجامعات غير الشريكة.
سيكون لمشروع ساتليت أيضا قوة تأثير على مستوى السياسات الوطنية بما أنّ وزارات التعليم والتشغيل والتكوين المهني في المغرب العربي هي المستفيدة من النتائج المستخلصة من الدراسة الاستقصائية لبدء العمل بشأن التأهيل المهني لطلاب الدكتوراه.
مع قدرة الخريجين الشباب، بما فيهم طلاب الدكتوراه، على تعزيز مقروئيتهم في إطار البحث عن عمل. ستقوم وزارات التعليم العالي، على المستوى االوطني بتنظيم أيام موجّهة للجامعات والشركات وطلاب الدكتوراه. وسيكون لها تأثير على هؤلاء الطلاب، بالإضافة إلى مشاركة أطراف اجتماعية فاعلة مثل الوكالات الوطنية للعمالة من البلدان الثلاثة. سيتقاسم مشروع ساتليت الخبرات والأنشطة التي ستكون لها آثار على المدى القصير والمتوسّط والطويل من أجل تحقيق فعالية أكبر عبر التآزر والتكامل بين مختلف الوكالات المعنية.
سيتطلب تقاسم المعارف والدراية الفنية بشأن ثقافة الابتكارالاستقطاب الإقليمي، بمفهوم الجوار الذي ينادي به إرراسموس مور: وسيكون القطب الأوروبي-المتوسطي للتعليم نتيجة لمشروع البلدان والجهات الفاعلة الشريكة في المشروع. ولكن الهدف من هذا البرنامج هو التوسع الجغرافي والجامعي والمؤسّسي مع القطاعات الصناعية المتقدمة، ورابطات الطلاب، والجهات الفاعلة في الحوار مابين الثقافات، والموانئ، وأصحاب المشاريع المتعلقة بالمواضيع، والتي تمولها المفوضية الأوروبية بالفعل، في إطار برامجها. وهذا الاستثمار في النتائج سوف يعزّز أيضا سياسات التعليم والبحث في الاتحاد الأوروبي. ومن شأن ذلك أن يسهم في تطوير حيز تنافسي عالي الأداء بالنسبة للتعليم العالي والابتكار في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
يهدف مشروع ساتليت إلى تعزيزمكانة الجامعات في المغرب العربي في نظامها الإيكولوجي للابتكار من خلال تعزيز القدرات، والشراكات المشتركة بين القطاعات، والريادة.
يضمّ مشروع ساتليت 21شريكا عموميا وخاصا من 6 بلدان في منطقة البحر الأبيض المتوسط الغربية من 2016 إلى 2019.